هي سورة قصيرة ، آخر سورة في الجزء الثلاثون (و آخر سورة في القرآن الكريم من حيث الترتيب ، لا النزول). و عدد آياتها 6.
ترتيب نزولها
نزلت بعد سورة الفلق ، و هي سورة مكيّة (أي نزلت بمكة). وهي أخر سور القرأن في ترتيب المصحف الشريف
آياتها
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (6)
تفسيرالسعدي
وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} .
سبب النزول
سبب نزول المعوذتين(قول أعوذ برب الفلق,قل أعوذ برب الناس) قصه لبيد بن الاعصم الذي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطة وجف-قشر الطلع- طلعة ذكر ووتر معقود فيه إحدى عشر عقدة مغروز بالابر.فانزلت عليه المعوذتان, فجعل كلما قرا آية انحلت عقدة ووجد في نفسه خفة صلى الله عليه وسلم حتي انحلت العقدة الاخيرة فقام فكأنما نشط من عقال.
فضلها
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم )اذا اوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرا( قل هو الله أحد) والمعوذتين,ثم مسح ما استطاع من جسده , يبدأ براسه ووجهه وما أقبل من جسده , يفعل ذلك ثلاثا).قال النبي صلى الله عليه وسلم ( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ) رواه أحمد والترمذي والنسائي عن عبد الله بن حبيب رضي الله عنه.وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ياعقبة الا اعلمك خير سورتين قرئتا: قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس ياعقبه اقراهما كلما نمت وقمت ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما) رواه أحمد والنسائي والحاكمعن عقبة رضي الله عنه.