إختتم مجلس الأمن الدولى فجر يوم الخميس جلسة طارئة خصصت لمناقشة الوضع فى قطاع
غزة بناء على دعوة من الاجتماع الطارىء لمجلس وزراء
الخارجية العرب دون اتخاذ أى قرار ، على أن يستأنف اجتماعاته بهذا الخصوص خلال الأيام المقبلة.
وكما كان متوقعا ، أعلن عدد كبير من أعضاء المجلس تأييدهم لمشروع القرار بينما عارضته الولايات المتحدة على أساس أنه غير متوازن، بمعنى أنه لم يستنكر صراحة إطلاق الصواريخ العشوائية على إسرائيل ، كما وصفها الأمين العام .
وقد أعلن السفير ماجد عبدالعزيز مندوب مصر التى ترأس المجموعة العربية فى تصريحات للصحافة عقب الجلسة أن المجلس قد طرح مشروع القرار لبحثه على مستوى الخبراء .. ويتوقع أن يتم ذلك إما يوم الخميس أو الجمعة .
وأبدى إستعداد المجموعة العربية لتعديل مشروع القرار على نحو لا يخل بعناصره الأساسية من وقف إطلاق النار وفتح المعابر ، وتوفير حماية دولية لسكان غزة ، حتى يتحقق توافق الآراء لاعتماده فى اقرب وقت ممكن.
وكان مندوب مصر قد أكد فى الجلسة أن ما يجرى فى قطاع غزة من عدوان وحشى وقتل متعمد للأبرياء وإستخدام عشوائى وغير متكافىء للقوة العسكرية المفرطة من جانب إسرائيل لا يشكل فقط تهديدا للسلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط ، بل يشكل تهديدا للسلم والأمن على المستوى الدولى ككل ، مما يتطلب من مجلس الأمن تكثيف تعامله مع المسألة من خلال التدخل الفورى وفقا لصلاحياته بموجب الميثاق، لضمان تحقيق وقف إطلاق نار كامل وملزم يتم إحترامه، تنفيذا لإجماع أعضاء المجلس فى بيانهم الصحفى الصادر يوم 28 ديسمبر ، الذى طلب الوقف الفورى لكافة الأنشطة العسكرية وأعمال العنف ، والتعامل بفاعلية مع الوضع الإنسانى والإحتياجات الأقتصادية الملحة لقطاع غزة من خلال إعادة فتح المعابر على نحو متصل ، بهدف تهيئة الظروف الإنسانية والاقتصادية والسياسية اللازمة لوقف العنف والعنف المضاد والتوصل لتهدئة حقيقة بين الجانبين ، تقود إلى تكثيف للجهود الدولية للتوصل للتسوية المنشودة للقضية الفلسطينية ، بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف فى أقرب فرصة .
وأكد مندوب مصر أن عدم إستجابة إسرائيل لنداءات ومطالب مجلس الأمن المتكررة فى مواجهة الوضع المتفجر الخطير بقطاع غزة ، وإستمرارها فى عدوانها العسكرى فى تحد صارخ لسلطة المجتمع الدولى رغم النداءات المتكررة للطرفين ونداءات السكرتير العام بان كى مون واتصالاته مع الأطراف المعنية ، كل ذلك سيزيد من توتر الوضع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ، بل وفى البلدان العربية جميعها ، على نحو يعقد من فرص التوصل للسلام المنشود فى منطقة الشرق الأوسط .
وقال مندوب مصر إن مجلس الأمن ، الذى أبدى إهتماما ملحوظا بالتوصل للسلام فى قراراته ومرجعياته المتعاقبة الصادرة منذ أيام ، مطالب بفرض إحترام إرادته الجماعية وبفرض سلطة القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى من خلال إصدار قرار حاسم يتضمن العناصر الرئيسية لبيانه الصحفى الصادر من قبل ، بالإضافة إلى غيرها من العناصر وأهمها توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطينى ، يعيد لمجلس الأمن الهيبة والمصداقية اللازمة فى التعامل مع هذا العدوان على نحو يتفادى المعايير المزدوجة والتسييس والإنتقائية .
وأكد مندوب مصر أن عدوان إسرائيل الذى أدانته كافة القوى الدولية والإقليمية يتطلب إتخاذ مجلس الأمن - ممثلا عن الإرادة الدولية مجتمعة - لوقفة حازمة ، واللجوء لكافة السبل لوقف عدوان إسرائيل على قطاع غزة ، وللحيلولة دون تطوره إلى هجوم أرضى ، وللتصدى لما تسعى إسرائيل لترويجه من أن عدوانها يأتى للدفاع عن النفس خاصة وأن هذه الهجمات تأتى فى ظل غياب أى أفق سياسى واضح لإنهاء الإحتلال ، ولحصول الشعب الفلسطينى المقهور على حقوقه المسلوبة ، فإن التهدئة ليست هدفا فى حد ذاتها وإنما وسيلة لتهيئة الأجواء لعملية سلام حقيقية توقفت وفقد الشعب الفلسطينى والشعوب العربية كل أمل فيها .
وفى كلمته أمام الجلسة الاستثنائية للمجلس انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الغارات الإسرائيلية وقال إنها استمرت رغم كل النداءات الدولية وعلى رأسها البيان الصادر عن مجلس الأمن ومناشدات الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال بان كى مون إن قرارات مجلس الأمن الدولى إما أن تكرس العقلانية أو تترك المجال لدوامة العنف.
وأعرب الأمين العام عن انزعاجه لأن نداء مجلس الأمن الذى أعلنه منذ أربعة أيام لإنهاء العنف لم يأبه به احد، وأكد بأقوى العبارات نداء العالم لوقف إطلاق نار فورى يحترمه جميع الآطراف بشكل تام ، وشدد على وجوب تحقيق ذلك الأن .
واضاف بان كى مون يقول "نتيجة للعنف وللأزمة ، يعيش سكان غزة تحت قصف شديد، استهدف مرافق حماس وأنفاق تهريب وبنية حماس التحتية الأخرى ، وكذلك بنية الأمن السابقة الخاصة بالسلطة الفلسطينية ومبانى الحكومة والمبانى السكانية والمساجد والآعمال" .
وحث بان كى - مون أعضاء المجتمع الدولى ، وبصفة خاصة دول المنطقة لإستخدام نفوذها لدى الطرفين لإنهاء هذا العنف الآن .
وكان مندوب ليبيا، وهى العضو العربى الوحيد فى المجلس، قد تلا مشروع القرار العربى الذى يتضمن المطالبة بالوقف الفورى للأعمال العسكرية الإسرائيلية على غزة وإنهاء الحصار، لكن المجلس أنهى الاجتماع من دون تصويت على أن يستأنف جلساته بهذا الشأن فى الأيام المقبلة.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط