بسم الله الرحمن الرحيم
امى بعد اقدم لكم هاد الحوار الدي جرى بين جريدة الشروق و احمد شوبير
أحمد شوبير، صوت رياضي معتدل، صنع مجده لسنوات كحارس مرمى، لكنه بعد الاعتزال لم ينسحب من المشهد الرياضي، بل ظل صانعا للحدث وعاشقا للأضواء، سواء كمعلق رياضي أو كصاحب أهم برنامج على الفضائيات الآن، وهو برنامج "الكرة مع شوبير" على قناة الحياة.. الشروق اتصلت به هاتفيا لمعرفة موقفه من حادثة التوأم ابراهيم وحسام حسن في بجاية، وأيضا عن حقيقة تهديده بالقتل نظرا لهذا الموقف الشجاع والمعتدل.
- نبدأ من القضية الأخيرة أو الجدل الكبير الذي تفجر عقب سلوك ابراهيم حسن في مقابلة فريقه المصري مع شبيبة بجاية، هل تعتقد أن هذه الحادثة ستزيد من التهاب الجو المشحون بين الجزائريين والمصريين؟
- - قبل أن أجيب عن سؤالك، لنضع في البداية خطوطا عريضة أو نقاط توافق لا يختلف عليها اثنان...، أولا ليكن في علم الجميع أنه لا أحد مهما كانت مكانته، بمقدوره إفساد العلاقة المتأصلة بين البلدين، وهي العلاقة التي اتسمت بنوع من الهدوء والعقلانية خلال الخمسة عشر سنة الفارطة، أي تحديدا بعد مونديال 1990، ولعل أهم دليل على ذلك هو المباريات الودية التي جمعت الفريقين، بغض النظر عن الحماس الزائد للجمهور.
الأمر الثاني يجب أن نؤكد أنّ الإعلام لعب دورا أساسيا في تلطيف الأجواء بين الشعبين والمنتخبين، عكس ما يتم الترويج له عن دور سلبي.
- من الذي يبحث عن إفساد العلاقة؟
- - إنني أتذكر جيدا كمواطن ومشجع مصري تلك المظاهرات الحاشدة التي خرجت إلى الشوارع المصرية تنديدا بالمؤامرة التي حيكت ضد الفريق الجزائري في مونديال 1982، وحينها شجّعت مثل كل المصريين الجزائر وكأنها فريقي الوطني، ولازال صوت المعلق المصري الكبير محمد لطيف يتردّد في أسماعي وهو يصرخ ويقول "إنها مؤامرة ضدّ الجزائر"، وأذكر أيضا حالة الحزن التي عمّت الشارع المصري عقب خروج الجزائر، وهناك أيضا قضية بلومي الذي تعاطف معه كثير من المصريين، وأنا من بينهم..
- ولكن ألا ترى أن هذه الثوابت في خطر في ظل الحرب الكلامية المتصاعدة من طرف التوأم حسام وإبراهيم حسن؟
- - صحيح، لكن ما أقصده عموما هو التأكيد أنه يوجد في الشارع المصري والساحة الرياضية والإعلامية والكروية بمصر عقلاء بوسعهم التصدي لكل الخرافات والحركات العبثية التي من شأنها أن تفسد العلاقة بين الجزائر ومصر، وتشوه صورة مصر في العالم، وما أريد قوله من خلالكم للجمهور الجزائري أيضا، هو أنّ تصرف إبراهيم حسن هو سلوك فردي لا يمت للشعب المصري بصلة.
- هل ترى بأن الإجراءات العقابية التي تم اتخاذها ضد التوأم كانت كافية، خصوصا أنها لم تستطع الحد من تصريحاتهم ضد الجزائريين؟
- - أعيد ما قلته، أنه في إمكاننا كمصريين مهتمين بالحفاظ على صورة مصر عالميا أن نضع مثل هذه الظواهر والسلوكات الشاذة في حجمها الطبيعي، وهو ما تم فعلا من خلال إقالة إبراهيم وحسام حسن من تدريب الفريق المصري، وأيضا هنالك عقوبات ضدّهما من طرف اتحاد الكرة، وأتوقع أن تصدر عقوبات مماثلة من الاتحاد الإفريقي وحتى من الفيفا.
- لنعد لأصل المشكلة، كيف تفسر كمتابع رياضي ولاعب دولي سابق ما أقدم عليه حسام وإبراهيم حسن؟
- - إنه سلوك شاذ، لكنه متوقع من طرف شخص عصبي مثل إبراهيم حسن، وهو قليل الخبرة، ولعله بتصرفه هذا أفسد تاريخه وأفرغ ما تبقى له من رصيد شعبي.
- هل صحيح أنك تلقيت تهديدات من أطراف تساند التوأم، خصوصا أنهما يتهمانك بشحن اتحاد الكرة المصري ضدهما لتشديد العقوبات؟
- - نعم، لقد تلقيت تهديدات خطيرة، تصل إلى حد التهديد بالقتل، لكنني تعودت بحكم مناصبي العديدة ونشاطاتي على مثل هذه الأمور، وليعلم مطلقو مثل هذه التهديدات بأنها لن تثنيني عن مساندة موقف الجزائر بخصوص حادثة بجاية، ولا عن القول صراحة للمخطئ أخطأت دون الخوف من لومة لائم، أما عن الشطر الثاني من سؤالك بخصوص تحاملي على التوأم لتشديد العقوبات ضدهما، فأردّ بالقول إنني خرجت من المسؤولية داخل اتحاد كرة القدم المصري منذ 50 يوما، ومن يومها لا أمارس أيّ دور في اتخاذ القرار أو الضغط على أعضاء مكتب الاتحاد، رغم أنني أتمتع بصداقة قوية معهم وفي مقدمتهم رئيس اتحاد الكرة وهو صديق عزيز.
- بخصوص جديد قضية اللاعب بلومي، سمعنا عن تحركات جديدة لحل القضية نهائيا؟
- - لخضر بلومي زميل ملاعب، وهو شخص أحترمه وأقدره، وأعرف تماما أنه يحب الشعب المصري، لذلك فإنني أتأسف فعلا، لأن قضيته لم تحل بعد، علما أننا قمنا باستدعاء الطبيب المصري الضحية إلى اتحاد كرة القدم قبل فترة وعرضنا عليه تسوية مادية تتمثل في تعويض، وكان اتحاد الكرة المصري سيتكفل بدفع المبلغ، لكننا فوجئنا بالمبالغة المادية التي طلبها الطبيب ولا تتعلق أبدا بالرياضة أو بحادثة عنف، فطوينا الملف، لكننا نتمنى أن نرى قريبا بلومي في مصر متحررا من كل التبعات القانونية.
- ما الذي يؤخر بنظرك حل القضية بعد كل هذه السنوات؟
- - أولا، أنت تعلم أن احترام الأحكام القضائية أمر لا يمكن الاعتراض عليه، لكننا نأمل في حلّ ودي ومن أعلى المستويات لفائدة هذه اللاعب الكبير.
- مصر والجزائر في مجموعة واحدة وعلى بعد أشهر قليلة من المواجهة الأولى، ما هي توقعاتك؟
- - أجيبك بصراحة، لو فازت مصر وتأهلت سنكون أسعد الناس، ولو فازت الجزائر وتأهلت سأكون أسعد الناس أيضا، وموقفي هذا لا يمثل شيئا جديدا مقابل مواقف بعض الجزائريين المحترمين من أمثال المدرب الوطني رابح سعدان الذي استضفته في برنامجي على قناة الحياة مباشرة عقب عملية القرعة، فقال لي الرجل كلاما محترما عن مصر وشعبها وفريقها الوطني.
- ماذا أضاف الإعلام لتاريخ أحمد شوبير الرياضي؟
- - لقد أنساني الإعلام في أحمد شوبير حارس المرمى، خصوصا بعدما احترفت التعليق وتقديم البرامج منذ سنة 2000 وحتى اليوم.
- نتمنى أن نراك قريبا في الجزائر ومع الشروق للحديث مباشرة مع الجمهور الرياضي هنا؟
- - سأكون ممتنا جدا للشروق وللجزائر، وأنا على كامل الاستعداد لتلبية أي دعوة بهذا الخصوص، رغم أن عتابي الوحيد على الشروق هو أنها وضعتني في يوم من الأيام منافسا لحسن شحاتة على منصب مدرب المنتخب الوطني، وهو ما لم يحدث إطلاقا "ضاحكا".. لكن يبقى أن الشروق جريدة محترمة ووصل صداها لكل ربوع العالم العربي وأنا أحرص على متابعتها بشكل يومي.